اعراض السحر على الشخص والمصاب بالعين وعلاجه
يتساءل الكثيرون عن كيف أعرف أني مصاب بالسحر أو العين؟، خاصة وقد ضعفت نفوس الناس وزادت أعداد أولئك الذين يلجأون إلى السحر والسحرة، ومن ثم يتسببون لأنفسهم ولغيرهم بالأذي، وقد يتوهم البعض بأنهم مصابون بالسحر أو العين ، بل ويتخذون منها شماعة يعلقون عليها خيباتهم، ولعل هذا ما يطرح سؤال كيف أعرف أني مصاب بالسحر أو العين ؟، لتزول الحيرة ومن الجواب نجد العلاج المناسب .
علامات تدل على أنك مسحور
هناك العديد من العلامات التي تدل على أن هذا الشخص الذي يتصرف بهذا الشكل مسحور ولكن لا يمكن الجزم بأن هذه العلامات تدل على السحر فيمكن أن تحدث للشخص ولا يكون سببها السحر ومنها : انحباس الرجل عن جِماع زوجته ولا يتمكن من الاقتراب منها، ويشعر بالنّفور الشّديد حال تواجدها. تعد من أبرز علامات الشخص المسحور إعراض عن العبادات الدينية، والنفور من ذكر الله تعالى، وعدم الرغبة في سماع القرآن . الأحلام المُفزعة والكوابيس لدى المسحور في نومه.
السحر له أعراض تظهر في الغالب، منها أن يحبس الرجل عن امرأته فلا يستطيع جماعها، أو يتخيل حصول أشياء لم تقع، أو أن ينسى كثيراً، ويؤيد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سحر ظهرت عليه أعراض السحر، وفي ذلك يروي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:
سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله…. الحديث. وفي رواية أخرى عنها أيضا قالت: حتى يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر، إذا كان كذا… الحديث.
وقد يكون من أعراضه ضيق التنفس، وغيره من الأمور الظاهرة، ومع هذه الأعراض، قد تكون له أعراض باطنه، الرؤى المفزعة، والكوابيس ونحوها… لكن ليعلم أن هذه الأعراض ظاهرة وباطنة لا تدل على السحر بالقطع واليقين، وإلا فكثير من الناس يظهر عليهم ما يشبه هذه الأعراض، دون وجود سحر.
علامات قد تدل أن الشخص مسحور حسب رأي أهل السنة والجماعة المثبتين للسحر فإن مجموعة من الأعراض والدلائل والعلامات تظهر على الشخص المسحور، غير أنّ هذه العلامات والأعراض لا تدلّ قطعاً على الإصابة بالسحر، فكثير من الناس تظهر عليهم تلك العلامات ولكنهم غير مصابين بالسحر، ومن العلامات التي تظهر على المرء وقد يكون مصاباً بالسحر ما يلي:
إمراض الشخص المسحور عن العبادات بالمجمل، والنفور من ذكر الله تعالى، واستثقال الطاعات، وعدم الرغبة في سماع كلّ ما يخصّ الدين.
- تكرار الأحلام المُفزعة والكوابيس لدى المسحور في نومه.
- ظهور أعراضٍ بدنيَّةٍ على الشخص المسحور كالصّداع الشديد الدائم، أو تغيّر لون البشرة وخاصّة تغيّر لون الوجه.
- شرود الانتباه وضعف التركيز وكثرة الذهول. شخوص البصر وزيغه.
- التوهُّم وعدم التثبّت من الأمور، واختلاط الحُكم على الأحداث والأوقات.
- الاستعداد الدائم للغضب واختلاق المشكلات دون مسوّغات أو مبررات.
- عدم الاهتمام بالمظهر الشخصيّ اللائق.
- التأفّف من العمل وعدم قناعة الشخص المسحور بما يقوم به، وعدم الرضا بذلك.
- انحباس الرجل عن جِماع زوجته.
- ضيق التنفس.
كيفية التصدي لابرز علامات الشخص المسحور: دلائل وسُبُل الشفاء تعد قضية السحر وتأثيرها على الفرد من القضايا المعقدة في التراث الإسلامي، ولكن توفير الحماية والشفاء ممكن من خلال اتباع الخطوات الشرعية والعلاجية. إليك بعض السُبُل التي يمكن اتباعها للتصدي لأبرز علامات الشخص المسحور: الاستعاذة بالله:
- اللجوء إلى الله وطلب الحماية والشفاء من خلال قول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” وقراءة آيات الحماية كآية الكرسي.
- الرقية الشرعية:الاستماع إلى الرقية الشرعية، وهي قراءة القرآن الكريم والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم على المصاب للحصول على الشفاء.
- الصدقة والأعمال الصالحة:الإكثار من الأعمال الصالحة والصدقة كوسيلة للتقرب إلى الله وتحقيق الحماية.
- الاستشارة الطبية:البحث عن الرعاية الطبية اللازمة للتحقق من الأسباب الطبية للأعراض وتأكيد عدم وجود مشكلات صحية أخرى.
- الدعاء والتضرع:الدعاء بإلحاح لله بالشفاء والحماية وتقديم الطلبات بقلب متواضع ويتوجه إلى الله.
- التوبة وتصحيح الحياة الدينية:التوبة الصادقة وتصحيح الحياة الدينية والتمسك بالعبادات والأخلاق الإسلامية.
- التعاون مع المشايخ الروحانيين:البحث عن المشورة من المشايخ الروحانيين والعلماء الموثوقين في مجال الرقية الشرعية.
أنواع السحر
تتعدد أنواع السحر وفقًا لأماكن وجود المادة السحرية خارج بدن المسحور أو طريقة إصابته به، إذ يؤكد الدكتور نصر سعيد بن سيف أن أنواع السحر هي:
- هوائي: يكون السحر معرضا لتيار الهواء.
- مائي: يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه.
- الناري: يوضع السحر قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن.
- ترابي: يدفن السحر في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت.
- المأكول والمشروب: وهو من أشد أنواع السحر.
- المشموم: ما يخلط بالطيب والبخور.
- المنثور: كل مسحوق ينفث فيه الساحر وينثر في الغرف والبيوت والطرقات.
- المرشوش: كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتبات الأبواب.
- المعلَّق: نوع نادر من السحر الذي يعلق على طائر وأكثرها شيوعًا الحمام.
كيفية علاج السحر
يمكن اعتباره كالداء الذي يصاب به المريض وتختلف الأعراض وتختلط معا بين علامات نفسية و ذهنية وجسدية فيجب على المسحور الأخذ بالأسباب في طلب الشفاء والتداوي لرفع الأذى بكل طريق مشروع ومن هذه الطرق:
- علاج السحر عن طريق الرقية الشرعية: ويسمى العلاج بالنشرة وهو لمداواة المسحور ويقرأ القرآن أو من السنة النبوية الأحاديث التي تساعد في زوال السحر، وهناك نوع آخر من النشرة مثل خروج السحر بالسحر ولكنه حرام شرعا.
يمكن استخدام ورق السدر مع الرقية كدواء كما على المسحور المداومة بالدعاء وإذا كان هناك استطاعة لإخراج السحر وإبطاله مع استخدام أدوية زوال الأعراض وسميت بالنشرة لكونها تكشف الداء وتزيله. - إبطال السحر بسحر آخر:جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في صحيح البخاري: (اجتنبوا السبع الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلّا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ).
فمنع السحر بالسحر والعمل على أبطاله بسحر آخر لشخص ما وهو من الكبائر ومخالف لشرع الله وذنب كبير لا يغفر. - وقف السحر وأبطاله بخروجه وتتبع مكانه وتفكيك السحر: وهذا الأمر يجب أن يكون بنية صالحة وبرجوع لله والدعاء كثيرا حتى ينكشف مكان السحر ويخرج منه ويحرق حتى يتلف أو يرمى به في ماء جاري كنهر أو بحر وهي طريقة جيدة لفك السحر والعلاج منه بأمر الله.
- التداوي بالعجوة والتمر: ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة عن فوائد التمر لعلاج السحر وقال عليه الصلاة والسلام(من تصبَّحَ كلَّ يومٍ سبعَ تمَراتٍ عجوةً، لم يضرَّه في ذلك اليومِ سمٌّ ولا سحرٌ).
كيفية الوقاية من السحر
هناك بعض الأشياء التي يجب على كل مسلم أن يقوم بها بصورة يومية من أجل وقاية نفسه من الإصابة بالسحر وتتمثل في القيام بالتالي:
- الالتزام بقراءة آية الكرسي خاصة عند الانتهاء من الصلاة وقبل النوم وذلك خلال كل يوم.
- قراءة كل من سورة الإخلاص والمعوذتين بعد الانتهاء من الصلاة كل يوم.
- قول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لمدة ثلاث مرات كل يوم.
- الالتزام بقول ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات في الصباح والمساء خلال كل يوم.
- تشغيل سورة الجن والدخان والبقرة في البيت بصورة يومية في البيت.
هناك بعض الآيات في القرآن الكريم المتعلقة بفك السحر في البيت والتي يجب قراءتها بصورة مستمرة في البيت مثل :
(الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ( سورة البقرة: آية 1-5) وقراءة آية 102 من سورة البقرة قال الله تعالى( وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ)
علاج السحر والحسد
ينبغي على الإنسان أن يقرأ خواتيم سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين للتحصين من الشيطان، وأن يقرأ الآيات الأولى من سورة الصافات لأنها سور قرآنية تبطل السحر بكل أنواعه وأعماله، وآيات إبطال السحر مكتوبة من القرآن و أدعية إبطال السحر وكذلك سورة آل عمران تطرد الشياطين من المنزل، وتجلب البركة.
تأتي سورة البقرة في صدارةسور قرآنية تبطل السحربكل أنواعه وأعماله، وآيات إبطال السحرمكتوبة من القرآن وأدعية إبطال السحر فبدونها تتحول البيوت إلى مقابر وتسكنها الشياطين، فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ».
ويمكن القول أن القرآن عامة وبما فيه منسور قرآنية تبطل السحربكل أنواعه وأعماله، وآيات إبطال السحرمكتوبة من القرآن وأدعية إبطال السحر ، هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم للوقاية والهداية والحماية والمعافاة منأعمال السحربأنواعه ، بما روي عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ»،
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: «سُمِّيَتَا الزَّهْرَاوَيْنِ لِنُورِهِمَا وَهِدَايَتهمَا وَعَظِيم أَجْرهمَا».